الفقيه المحدث: دعلج بن أحمد السجزي شيخ أهل الحديث (260-351.هـ/874-962.م).

الملخص

تستهدف هذه الدراسة إبراز علمٍ من أعلام الأمة، ومصباح من مصابيح الدجى، وهو الإمام دعلج بن أحمد السجزي، حيث تسلط الدراسة الضوء على أثر شيخ الفقهاء، وإمام المحدثين في زمانه، دعلج بن أحمد السجزي في إثراء الحياة العلمية في العديد من المراكز الثقافية الإسلامية خاصة بغداد، ومساندته أهل العلم من خلال أوقافه التي خصصها لهم، وذلك من خلال إلقاء الأضواء على رحلاته لتلك المراكز، فكان له دور مهم في ازدهار علم الحديث، تصنيفًا وتدريسًا، وقد أدرك طلاب العلم في العالم الإسلامي أستاذية دعلج، وسمو مكانته في علم الحديث والفقه، فتحلقوا حوله وأخذوا منه، وقد رصدت في هذه الدراسة أسماء الكثيرين من مشايخه، وطلابه الذين تأثروا به في تكوينهم العلمي، مما أهل بعضهم ليصبحوا أبرز شيوخ الفقه والحديث. وجاءت الدراسة في سبع مباحث، المبحث الأول للتعريف بدعلج بن أحمد السجزي، والمبحث الثاني تناول نشأته في سجستان، والمبحث الثالث تناول ثرائه، وخُصص المبحث الرابع في الحديث عن شيوخه، وتناول المبحث الخامس رحلاته إلى مراكز الثقافة، والمبحث السادس خُصص عن أثره في الحياه العلمية والثقافية، وانفرد المبحث السابع بالحديث عن وفاته ومصادرة أمواله. وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج منها: أن مولد دعلج كان في مدينة زرنج أكبر مراكز سجستان، كما أنها بينت أنه لم يقتصر على الأخذ من شيوخ الشافعية فحسب، إنما أخذ أيضًا من شيوخ الحنفية والمالكية، فأصبح شيخًا للمحدثين والفقهاء في العالم الإسلامي، حيث عاصر الكثير من ملوك وأمراء الدول التي مر بها. وتبين من خلال تحليل بعض النصوص التي وردت في كتب التراجم والطبقات، والمصادر الأدبية والتاريخية، أنه كان من أبعد المحدثين أثرًا في الحياة العلمية في المشرق الإسلامي خاصة في مجال الحديث الشريف، حيث أفادت مصنفاته ودراساته الكثير من علماء عصره وطلابه. وأثبتت الدراسة أن دعلج يُعد مرجعًا أساسيًا ومصدرًا من المصادر التي يعود إليها العلماء والطلاب في دراساتهم المتصلة بالعلوم الدينية، وأن منهجه العلمي المرتبط بالتنقيح والتصنيف كان من أهم عوامل تأصيل علم مصطلح الحديث، حيث اعتنى بالسند، والمتن، من حيث القبول والرد، وما يتبع ذلك من كيفية الرواية والأداء والضبط، فتحلق حوله الطلاب.