الصحابي الجليل "رويفع بن ثابت الأنصاري"، إماماً وراوياً

الملخص

شهدت حركة الفتوح الإسلامية إبّان حكم الدولة الأموية ( 41هـ -132هـ / 662-750م ) بدايةً من عهد "معاوية بن أبي سفيان " فتوحاتٍ مُنظّمة على درجة كبيرة من التصميم والإصرار على رفع راية التوحيد بإفريقية وما يليها غرباً، فتمّ تسيير حملات عسكرية تِباعاً نحو بلاد المغرب، ضمّت خيرة الشخصيات الإسلامية الذين شرّفتْ أقدامهم الأراضي الليبية، وبرزت في تلك المعارك الضارية كفاءات فتية لجند المسلمين، كان من بينهم الفارس الفذ " رُويفع بن ثابت الأنصاري" (موضوع البحث ) . لقد كانت ليبيا – في هذه المنطقة - بوابة ذلك المجد؛ لأنها كانت حلقة الوصل بين الشام ومصر والبلاد المغاربية، فتتابعَ في هذه الفترة الحاسمة على برقة وطرابلس عدد من الولاة بعضهم من الصحابة والتابعين، برزَ منهم " معاوية بن حُديج السُكوني"، الذي بدوره أقرّ الصحابي الجليل " رُويفع بن ثابت الأنصاري" والياً على طرابلس عام ( 46هـ/667 م )، ليكون مثالاً يُحتذى به في الإمارة والقيادة والتوجيه، وله الفضل – بعد الله – في رفع راية الإسلام – ولأول مرة - على جزيرة جربة في ( 47هـ /667 م- 668م)، أعطى خلالها لفرسانه وجنده دروساً في القيادة الحكيمة، فأرشدهم وذكّرهم، و نهاهم وأمرهم، امتثالاً لما سمِعه مباشرةً من النبي صلى الله عليه و سلم – بحكم صُحبته له . لقد ثبتَ عن هذا الصحابي الجليل روايته لأحاديث نبوية عديدة، تناولتْ مواضيع مهمة لها علاقة بإيمان المسلم وعقيدته، منها ما يتعلق بأدبيات القتال في الإسلام، الأمر الذي يعكس القيم النبيلة لديننا الحنيف، ويفنّد الآراء المُغرضة التي أرادت تشوّيه الإسلام والمسلمين، وأظهرتهم في صورة العربي المتعطش للقتل والغنيمة والسبي، إضافةً لأحاديث أخرى تهُمٌ الاقتصاد، وتُشرّع للمعاملات المالية، سيتم رصدها من حيث الموضوع والإسناد واختلاف الرواية . تعتمد الدراسة على نصوص مصادر تاريخية و شرعية، تناولت انجازات هذا الصحابي التاريخية المُغيّبة، والمدلولات العميقة لرواياته للأحاديث النبوية، مع بعض الملاحق التي تخص البحث فالخاتمة والتوصيات . والله الموفق.