منهج الرَّسول في تعزيز القيم "الرَّحمة" "أنموذجا

الملخص

يواجه المشتغلون بالمجال الدينيِّ والتَّربويَّ مشكلات تسرِّب القيم المادية إلى أبناء الأمة، ومجتمعاتها، خاصة في ظل الانفتاح على الثقافات المختلفة، والتطور التقنيّ والمعرفيّ، والانبهار بالحضارة المادية؛ إذ يخضع الإنسان لضروراتها، ويتمثَّل قيمها ويعيش بروحها؛ فيتولَّد فيه الحرص وينزع الإنسان إلى القسوة والشراسة، وتقل روح الفضيلة والرحمة والمسؤولية، فاتَّجه البحث إلى رصد الأساليب والمناهج التَّربويَّة التي انطوت عليها سنة الرسول من خلال تفاعله مع المواقف المختلفة أمراً ونهياً، وتوجيهاً وتعليماً، وعملاً وتطبيقاً، وما سكت عن تغييره وتفاعل معه بالقبول والارتياح، فكانت الرَّحمة عدتَّه وعتاده في إزالة الجهل، وتهذيب النفوس بالاحتواء، والتَّقبل، واللُّطف وذلك في ثلاثة مباحث رئيسة، الأول: التَّعريف بالقيم ومكوناتها وصلتها بالدين، والثاني: فلسفة الرحمة في عناية الرسول بالأمة و تربيته لها، والثَّالث: رصد المناهج التربوية واستنباط الأساليب التي توسل بها في ترسيخ الرحمة في وجدان الناس، فجمعت تربيته المنهج العقليَّ، والعاطفيَّ والسلوكيَّ متضمنة وسائل عديدة منها: الحوار، والقصة المشوقة والتربية بالقدوة، وربط المعرفة بالتَّطبيق العمليّ، وأسفرت الدراسة عن عدة نتائج أهمها: الدور التربويّ للطبيعة في تربية الرَّسول، وأهمّية التواصل مع مشاهدها في تربية العقل والحس والعواطف، وخطورة الإسراف في التعامل مع العوالم الافتراضية، بديلاً عن العوالم الطبيعية، الأمر الذي يسبب خللاً تربويّاً ونفسيَّاً، ويُقلِّل فرص الألفة والتَّراحم والتَّوادّ.